السبت، 5 مارس 2011

إتحاد الادباء والكتاب اليمنيين: شاهد زور!


ماجد المذحجي
في تاريخ 16 فبراير 2011 وبعد مرور اكثر من شهر على الاحتجاجات الشعبية ضداً على الرئيس علي عبدالله صالح، التي اعقبت هروب الرئيس التونسي "المخلوع" في 14 يناير وتصاعدت بعد تنحي الرئيس المصري في 11 فبراير، اقرت الامانه العامة لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين اخيراً بوجود مطالب تغييريه سلميه في الشارع وافصحت عن تضامنها معها واستنكرت اعمال البلطجة ضدها. لم يتعدى "البيان التاريخي" الاول لامانة الاتحاد الـ 107 كلمة فقط تضامن بها مع الشباب وحركة الاحتجاجات السلمية، بما يوحي بحرص قيادة الاتحاد على التقشف والتكثيف، وليس للامر بالتأكيد علاقة بمزاج وولع الامينة العامة للاتحاد الشاعرة هدى ابلان بكتابة القصيدة باختزال وكثافة.

عقب ذلك بثلاثة ايام، بتاريخ 19 فبراير 2011، اضطرت الامانة العامة لادانة الاعتداء، وبغضب!، على الشاعر محي الدين جرمة والقاصة بشرى المقطري من قبل البلطجية، وعلى سبيل رفع العتب ابدت تضامنها مرة اخرى مع الاحتجاجات السلمية. أيضاً بيان الامانة العامة اتسم بالاقتصاد والتقشف ولم يتعدى الـ 111 كلمة فقط.
في اليوم التالي للبيان الثاني للاتحاد المتزامن مع توسع الاحتجاجات السلمية وتوسع عمليات البلطجة والقتل ضد المواطنين واصحاب الرأي والصحفيين، وبتاريخ 20 فبراير 2011، استنكرت الامينة العامة للاتحاد هدى ابلان استهداف مصلحة الضرائب لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين في تصريح لصحيفة اخبار اليوم لمطالب المصلحة بضرائب على فرع الاتحاد بعدن. عاضدها في هذه "الغضبه" الشديدة والاستنكار أحمد ناجي أحمد ـ الأمين العام المساعد السابق ـ عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الذي ادان أيضاً (هذا الشره الغير مسؤول لمصلحة الضرائب في عدن). كل ذلك اضيف إليه بيان تنديدي بمصلحة الضرائب في الموقع الرسمي للاتحاد تعدى بحجمه الـ 285 كلمه، ويفصح هذا الاسترسال والتبسط في البيان الاخير ضداً على فرع مصلحة الضرائب بعدن موقف الاتحاد القوي والواضح قياساً لموقفها من الاحتجاجات السلمية حيث يصل حاصل جمع عدد كلمات البيانين الاول والثاني معاً لـ 218 كلمه فقط. طبعاً استنكار امانة الاتحاد الشديدة لاعمال البلطجة من فرع مصلحة الضرائب في عدن عليه لم يستحثها على استنكار قيام الفروع الامنية والعسكرية والبلطجية في عدن باعمال القتل والاعتداءات المتكرره على المواطنين هناك، وعلى الاقل من قبيل ابراء الذمة فقط!
كل هذا الضعف و"الرسمية" التي افصحت عنها الامانه والامينة العامة للاتحاد تجاوزه فرع اتحاد الادباء في عدن الذي اصدر بيان بتاريخ 21 فبراير 2011 عنونه بـ (تأييداً لإرادة الشعب إسقاط النظام) انتصر فيه لتراث الاتحاد والقيم التي بني عليها واعاد الاعتبار لرأسماله الرمزي، مؤكداً ومفصحاً بهذا الموقف عن دور عدن، وفرع اتحادها، التاريخي والريادي في الشأن الوطني العام.
بالتأكيد لم يحدث في تاريخ اتحاد الادباء والكتاب اليمنين ان كان في مثل هذا الضعف، إنها لحظة كاشفة لهذا الاتحاد بارثه العظيم يتبدى فيها عرضة لسوء السمعة والخزي والتنكيل من قبل قيادة ضعيفة تعبث به وتؤكد على المآل السيء الذي قادت إليه الاتحاد، حيث تخلى فيه عن دوره الريادي كصوت واضح للناس وضمير ملهم لحركات الاحتجاج الاجتماعي والسياسي في اقسى فترات الشمولية في الشطرين ضداً على الاستبداد والتسلط والفساد بقيادة اسماء عظيمه مثل الجاوي والبردوني والشحاري والربادي واخريين، لينسحب الان لموقع الاطار النقابي الخجول ضمن سقف يتمثل في صرف الاعانات ومحاولة تحصيل وعود رئاسية لاتنتهي بالاراضي والوظائف لعضويته!
نشرت في صحيفة الشاهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق