الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

عن الرجل الذي يحتفظ بشاحنة معطلة في صدره

ماجد المذحجي
التفاصيل التي يتم تربيتها بعناية في الجمجمة حين الأشياء –بكثرتها- لا تداهمه خلسة بأعبائها.. وحين تكون الجدران، ذاتها جدران الحجرة، عارية من الاستفزاز ومتواطئة على الإمعان في مشاركته تربية هذه التفاصيل الزنخة التي يحفل بها، لا تكون مهمة جداً ولكنها لذيذة نوعاً ما ومتيسرة فقط ليفعل بها ما يظنه ملائماً. لاشيء مغرٍ بالفعل في الخلفية المتوقعة لكي يكون رافعه لهذا التوهم الرطب الذي تمدد في حجره وأصبح كائناً بقوام مُكتمل ويزعق مطالباً إياه باحترام خصوصياته وما يظنه هو حقهُ الأبوي باعتباره استنزف عنايته وانشغاله. إن حضوره الممتلئ أصبح له متطلبات يجب العناية بها وعدم تجاهلها أو التقصير تجاه ضروراتها النفسية للطرفين. المزعج الذي يهدد التصالح البطيء معه هو أن استقلالية مزاجه وكيانه الداخلي لم ترتب انفصاله المادي عنه، فشروط الحمل الفسيولوجية المؤدية لِهَكذا وضع لم تكن واردة منذ البداية، الأمر الذي عطل وجود نتائج طبيعية، وجعل القضية شائكة وملتبسة بينهما. المزعج أيضاً هو أن انزعاجه حوله إلى شاحنة معطلة تماماً في صدره، وأن أرقه من هذه الشاحنة ومن احتلالها لكل هذا الحيز ترافق مع ارق عاطفي يخص المرأة التي لم يستطع أن يستوعب تعلقها وانزعاجها من مسألة عدم إهدائه ورده لها. إن تعطل هذا الكائن عن أن يكون أي شيء اقل حجماً من شاحنة معطلة تجثم على كل المساحة الفارغة في الصدر – المساحة المفترضة لكل الانفعالات والتفاصيل – لا يمنحه فرصةً لإعادة تدوير أي أفكار أو انفعالات عاطفية أو غير عاطفية تخص المرأة ووردتها المفترضة. بل أن المتبقي ممتلئ تماماً بأسئلة من قبيل:
ما هي ماركة هذه الشاحنة؟، ومن هو مالكها؟، ولماذا هي مُعطلة؟، وماذا يحدث بالضبط في كابينة السائق ذات النوافذ المعتمة؟، وكيف يمكن إصلاحها وجعلها تغادر؟...
هذه الأسئلة وغيرها هي ذاتها الأسئلة التي تستهلك لقائه بالفتاة المشغولة بوردتها المشتهاة حين يجلسان متقابلين على الأريكة وبجوارهما طاولة دميمة ذات قوام قصيرة تحمل على ظهرها فنجانين متقابلين أيضاً وركوة قهوة ومنفضة ممتلئة بالأعقاب وبقايا علكة ممضوغة، بينما تتسرب الموسيقى من جهاز الكومبيوتر دون أن تثير مبرراً واحداً للإنصات لها.. فقط يعلق صداها على الجدران المطلية بشكل سيء بلون ازرق بدأ بالتقشر موحياً بإحساس هائل بالحياد والتأفف. ليبدأ مباشرةً بتبرير علاقته المعقدة والمعدومة بالورود باعتبار ذلك هو السبب الأكيد والحقيقي لإهماله ونسيانه الدائم جلب ورده لها، ومن ثم يدلف لها من أحد شقوق الحديث نحو أرقه المزمن والمتعلق بهذه الشاحنة المعطلة في صدره التي أصبحت تهيمن عليه وتضغط أفكاره، والتي تحولت إلى كابوس بشع يجد نفسه فيه يركض في زقاق طويل ومسدود في نهايته بينما يتعالى هدير محرك الشاحنة وهي تُطارده فيه. أو يحدثها عن الكابوس الأخير الذي استيقظ منه وهو يتعرق ويصرخ لأن الشاحنة كانت تدوس على صدره بأقدام ضخمة وتوشك على أن تدوس رأسه أيضاً. وهكذا ينقضي اللقاء وهو مسترسل بالحديث عن شاحنته وعن وردتها التي تحلم أن تحصل عليها منه. الوردة التي قالت له أنها ستساعدها على تفهمه وعلى نزع حساسيتها وغيرتها – المفرطة – من النساء اللواتي يحصلن على وردة من رجالهن. وان هذه الوردة ستساعدها أيضاً على التخلص من ارقها الطارئ ومن هذا الكابوس المفاجئ الذي أزعجها مؤخراً والذي ترى فيه شاحنة ضخمة تمد لها يداً تحمل ورده وهي تبتسم قبل أن تسحقها وتبدأ برشقها بآلاف الورود الملونة التي تدفن جسدها تماماً تحت الأكوام الكبيرة التي تراكمها.
من الغريب فعلاً أن هذه الشاحنة صارت مسوغاً لاعتنائها به. فهي تُهاتفه صباح كل يوم لتطمئن عليه وتسأل عن أخبار شاحنته المعطلة وتحكي لك عن نوع الوردة التي تُريدها، أهي جوري أم ياسمين أو زنبق، وعن الإناء الذي ستضعها فيه، أو عن تسريحة الشعر التي تظنها ملائمة لكي تحط الوردة فيها. إن الأشياء من حوله صارت متعلقة تماماً بالحيز الفارغ الذي يجده في صدره جوار الشاحنة. وإن هذه الشاحنة أصبحت تدس انفها بإصرار في كل شيء يتعلق بحياته وما يندفع نحوه بثقة أو تخاذل. إن هذه الفتاة المسكونة بوردتها وصفته بأنه يُمارس الجنس كشاحنة تماماً، وقالت – وهي تقهقه – إنها خشيت أن يتعطل وهو فوقها كما تعطلت تلك الشاحنة في صدره. كما أخبرته أن عيناه – وهو في السرير بجوارها – كانتا تُضيئان في الظلام كمصابيح الشاحنات في الطرق الطويلة. وانه يُصدر غازات من مؤخرته بذات قدر الدخان الذي تُطلقه الشاحنات. حتى أنه لاحظ مؤخراً في المرآة أن ملامح وجهه بدأت تصير مثل ملامح الشاحنات، وأن هناك سحنه (شاحناتية) واضحة لديه. وإن الناس يتعاملون معه بحذر كما يتعامل سائقي السيارات الصغيرة مع الشاحنات، وفتاة الوردة صارت تدلـله مؤخراً بـ ( شاحنة حياتي )... 

***
وردة واحدة فقط لو جلبها لي اليوم ستُمكن هذه الحجرة من تعديل مزاجها البائس تماماً؟!....
وسيستطيع من خلالها أيضاً أن يعيد ترتيب احدايثاتها بشكل مختلف: الطاولة الدميمة بأقدامها القصير كانت ستتحول إلى طاولة ممشوقة القوائم وذات مزاج أكثر تعاوناً مع ركوة القهوة والفنجان– والذي يمكن استبدالهم بنوع أكثر جمالاً وطزاجة من المشروبات ويكون متناسقاً مع الشكل الجديد للطاولة.حتى الأزرق المتقشر على الجدران سيتماسك أكثر ويُلمع نفسه حتى يستطيع مغازلة هذه الوردة والتكيف مع حضورها، وسنجد أيضاً الكثير من المبررات للاستماع لموسيقى مناسبة لشخصين يضعان بقربهما وردة. ..
لربما كنتُ أيضاً سأحتفظ بالعلكة في فمي، واجعلها (تطرقع) أكثر بشكل مغر، ولن أدخن كثيراً كي لا يظل هو منشغلاً بمراقبة المتبقي من سجائر في علبته!
ياااه، مازلت استغرب بالفعل كيفيه استخدام هذا الشخص لحياته بكاملها دون التفكير بضرورة وجود وردة واحدة على الأقل؟! وردة واحدة يستخدمها لإقناعي بأنني سيدة أستحق وردة.  وهي الوردة ذاتها الكفيلة ربما بإغواء الشاحنة المعطلة في صدره وجعلها تُزيت مفاصلها وتجعل زجاج كبينتها لامعاً ونظيفاً وربما ستؤدي إلى نتائج أخرى غير متوقعه، مثل مغادرة بعض ما يدور من أحداث أو أحاديث بداخل الكابينة ذات النوافذ المعتمة إلى الخارج، أو قد تساعد هذه الشاحنة على التفكير في معاودة التجوال في طرق مفتوحة وأكثر رحابه من هذا الصدر عوضاً عن البقاء معطلة وعدم إمكانية الحركة في الحيز المتبقي في صدره إذا فكرت بتلين مفاصلها في يوم ما. ورده واحدة يقدمها لي هذا الرجل ستمنحني آلاف الفرص للتفكير بامتيازات أخرى يمتلكها غير أنه رجل يحتفظ بشاحنه معطلة في صدره ... ثم ماذا يعني أن يحتفظ الرجل بشاحنه معطلة في صدره؟!!. أليست تشبه احتفاظ طفل بطائرة مُقاتله من الطراز الحديث سيقودها حين يكبر لمهاجمه أعداء مفترضين.. أو حتى تربيه الرجال لأحلام يوميه في صدورهم تتعلق بمقاسات وموصفات النساء اللواتي يلقن بفحولتهم. . لا أدري بالفعل ماذا يعني انشغاله غير المبرر بالشاحنة، حتى أنني فكرت بأن أعتلي كابينة هذه الشاحنة وأدير محركها ثم امسك بمقودها بيدي لأبدأ في الاندفاع نحوه وهو يركض بفزع في ذلك الطريق الذي سيكون مغلقاً في آخره بورده ضخمه وغاضبه تنظر إليه بتحفز تماماً . اوووف، هذا الشخص المعطل تماماً كشاحنة لا يستطيع أن يفهم أن وردة واحدة قادرة على جعل صدره أكثر سعة بكثير مما هو عليه الآن، وستجعل هذه الشاحنة تبدو كقطعة صغيرة وبائسة لا تشكل ازدحاماً ولا أرقاً، ويمكن أزاحتها بسهولة وإهمال لصالح أشياء أخرى أكثر أهمية أو أكبر حجماً وتناسب صدراً ضخماً وواسعاً كصدره!
الغريب انه لا يفهم أن عدم اصطحابه لوردة واحدة أبداً في مواعيد العاطفية السابقة هي السبب في احتفاظ أولئك النسوة اللواتي يقابلهن بملامح متجهمة و إصرارهن على عدم طلب أي نوع من العصائر أو المشروبات الكحولية وطلب فنجان واحد أو اثنين دائماً من القهوة التركية الخالية تماماً من السكر!  لا ادري بالفعل كيفية التعامل مع شخص يحتفظ بشاحنة معطلة في صدره؟؟!، ويزعجني بالفعل أن لا يدرك مدى كرهي للشاحنات بملامحهن المعدنية المربعة الخالية من الرشاقة واندفاعهن غير المهذب في الطرق، بالإضافة إلى أصواتهن الحادة الكفيلة بأحداث تشقق دائم في الجمجمة. ربما لو كان اختار عربه اقل حجماً وأكثر جمالاً، وتكون ملائمة لصعود سيده تكون للتو حصلت على وردتها، التي ستدفعها لتفهم ملامساته الحميمية لجسدها وهو يقود، سأستطيع أن أتعاطف دائماً معه واقترب منه أكثر كلما قعدنا على الأريكة الوحيد في غرفته، ولن أتردد في تفهم نسيانه -لبعض المرات- جلب ورده لي، ولربما أعاود التفكير في رفضي أن أبدل حذائي الرياضي الذي يقول إنه قبيح بالإضافة إلى انه يحمل كميه اكبر من الأوساخ و الأتربة من تلك التي يحملها حذاء أخر ذو كعب عالي مثلاً.. يجب بالفعل أن يفهم أن ورده واحدة ستحسن أشياء كثيرة وستدفعنا للتفكير بأنواع كثيرة من التسلية نقوم بها معاً، وأن شاحنته ذاتها ستشعر بالغيرة الشديدة من هذه الوردة، ولربما تندفع إلى الخارج غاضبةً لمطاردة هذه الوردة ودهسها مُتيحه له الفرصة أن يغلق صدره بإحكام قبل أن يبدأ التفاوض معها حول شروط عودتها الملائمة له والتي ستكون من ضمنها:
إجبار هذه الشاحنة على أن تمارس الحمية حتى تصير أكثر رشاقة و أقل حجماً، وأن تستبدل أيضاً نوع زجاج الكابينة المعتم بزجاج شفاف، بالإضافة إلى أن تحرص على تنظيف مخلفاتها ومغادرة صدره كلما طلب منها ذلك لكي يشغله بأشياء أخرى قد تكون عاطفية أو عائلية أو شخصية يحتاج أن ينشغل بها لوقتٍ ما، وأيضاً أنه يجب عليها التخلي عن فكرة مغادرة صدره دون إذن مسبق، أو الوقوع في نوبات غضب أخرى و الخروج لدهس وردة تخصه هو أو تخص أحد ما يكون مقرباً منه....
يجب إذاً أن يقتنع بالفعل أن الوردة التي سأحصل عليها منه ستكون محنكة كفاية لإقناعي بالاستمرار في علاقة مع رجل يحتفظ بشاحنة معطلة في صدره، وستمنح هذه الوردة فرصة أن تمارس هواياتها في إغاظة شاحنته البدينة وإعادة تصميم ديكورات حجرته و إنقاذ علاقاته العاطفية من الفشل الدائم، بالإضافة إلى تحسين شروط حياته اليومية تماماً.. 

***
لماذا يجلب الرجل وردة لامرأة ما؟ على الأغلب فأن أولئك الذين يفعلون ذلك لا يحتفظون بشاحنات معطلة في صدورهم، وإلا لكانوا أكثر انشغالاً من أن يفكروا بقضية مثل قضية جلب ورده من اجل امرأة...
إنني شخص احتفظ بشاحنة معطلة في صدري، وهذا شيء لا يمكن أن يدركه رجال متفرغين لإهداء الورود للنساء، أو حتى أولئك الذين يمتلكون صدور فارغة تماماً لم تعبر بها مصادفةً شاحنة أو عربة صغيرة أو حتى دراجة هوائية. إنهم بالفعل بحاجة لتجريب الشعور بتواجد شاحنة كاملة معطلة في الصدر كي يستطيعون تفهم أن انشغال رجل يحتفظ بشاحنة معطلة في صدره ليس ترفاً ولا إخلالاً بلياقة مفترضة، وليس مؤشراً لعدم اهتمامه بجلب ورده، بقدر ما المسألة تتعلق بأن هذه الشاحنة لم تفكر مسبقاً أن تعطلها في صدر رجل قد يسبب انزعاجاً لامرأة تنتظر وردة منه. أنا اعرف بالطبع أن تقديم ورده هو شكل لائق ومفترض خصوصاً لامرأة مشغولة بانتظارها، ولكن يضايقني عدم تفهمها لأرقي بهذه الشاحنة الضخمة كفاية لأن ينشغل بها أي شخص يشاهدها وليس فقط من يحتفظ بها في صدره. وأن المتطلبات الشخصية لهذه الشاحنة كفيلة بجعل جدولي اليومي ممتلئ تماماً بمتابعتها.
إن تعطل هذه الشاحنة في صدري دون حراك يثير قلقي أحياناً، فهي من هذا الموقع الذي تحتله تستطيع اختلاس السمع لما يدور من أفكار بداخلي، وهي أيضاً تستطيع التلصص على كل الأسرار الشخصية التي احتفظ بها خفيةً عن الأخريين. ولو غادرت يوماً ما صدري فهي ستحتفظ بكل هذه الأسرار معها دون أن تقدم ضمانة واحدة بعدم إفشائها – ربما من قبيل التسلية أو النميمة– لشاحنات أخرى، أو لأي شخص قد يهمه الإنصات بعناية لتجربة شاحنة ظلت فترة طويلة في صدر رجل!!..
أنا أيضاً – حتى الآن – لا ادري كيف تستطيع هذه المرأة أن تنشغل بفكرة الحصول على وردة مني وتلك الشاحنة مازالت مُعطلة في صدري، وأن تبدي تأففاً واضحاً على ملامحها من لون جدران غرفتي وشكل طاولتي المفضلة ذات القوائم القصيرة، هذه الطاولة الرائعة التي أمد ساقي عليها حين استرخي على الأريكة وأنا أشاهد فيلم ما على شاشة الكمبيوتر المقابلة، والتي لا تضطرني أبداً إلى استخدام ذراعي الاثنتين لدفعها حين ارغب بإزاحتها إلى مكان أخر، هذا بالإضافة إلى حجمها الملائم لاستيعاب عدد محدود فقط من الصحون والأكواب إذا استضفت أحداً في الحجرة للسهر..
 أفكر أحياناً أن هذه الشاحنة قد لا تكون مُعطلة كما تدعي، بل هي مختبئة في صدري من شيء ما، أي ربما تكون لها سوابق خطيرة ارتكبتها في ما سبق وترغب في الاختفاء من الذي ترتب عليها، أو ربما تكون لها ميول شاذة تجاه صدور الرجال، وإلا ماذا يجبر شاحنة ما على البقاء مُعطلة في صدر رجل لم يجلب وردة في حياته إلى امرأة..
بالفعل أنا لم اجلب وردة أبداً لأي امرأة تعرفت عليها، وكنت أفكر دائماً أن هذه الوردة قد تكون مبرر لأي امرأة للحديث عن سعادتها في البداية ومن ثم عن أنواع الورود التي تُفضلها وعن الورود التي قدمت لها في مناسبات متعددة مثل عيد ميلادها، أو في حفلة تخرجها من الجامعة، والوردة التي حصلت عليها في أول موعد، وباقة الورود المميزة التي قدمتها لصديقتها حين أنجبت لأول مره، والكثير من التفاصيل المملة المتعلقة بالورود وعلاقتها بها..
يزعجني أيضاً أنني لا اعرف أية تفاصيل تتعلق بتاريخ هذه الشاحنة الشخصي، مثل موديلها، وماركتها التجارية، وأين صنعت، وأنواع البضائع التي كانت تنقلها، وهل مواصفاتها ملائمة وتتطابق مع المواصفات الوطنية، ونوعية السائقين الذين قادوها سابقاً، وهل أصيب محركها بأعطال أدت إلى توقفها، وهل تم استبدال قطعها التالفة بقطع غيار أخرى أصلية أم لا؟؟. أو حتى عن ما يدور بداخل كابنتها المعتمة من أفكار عني قد تكون غير محببة؟! إن هذه التفاصيل مهمة لكي أستطيع أن أتفهم الظروف التي أحاطت بها قبل أن تتعطل في صدري، وستساعدني تماماً على ترتيب مناخ ملائم لنا الاثنين. يجب أيضاً على هذه المرأة أن تتخلى عن فكرتها بأنني شخص لا امتلك إحساساً بالجمال، فقط لأنني لم أقدم لها وردة!!. إن هذه فكرة سخيفة وكان عليها أولاً أن ترتدي ملابس أكثر جمالا وأناقة من هذا ( الجينز ) المغبر والقميص الذي تطوي أكمامه بشكل سيء، وان تستبدل أيضاً حذائها الرياضي بأخر من تلك الأحذية النسائية ذات الكعب العالي والتي ستبرز جمال قدميها وتمنح الساقين مشهداً مثيراً ومتناسقاً حين تمشي، وهو الأمر الذي سيجعلني ادعوها إلى أماكن أخرى سينتبه نزلائها حتماً أن المرأة التي ترافقني لا ترتدي حذاءً رياضياً. وعليها التأكد تماماً أن رجل يحتفظ بشاحنة مُعطلة في صدره لا يقل شأناً أبداً عن أي رجل آخر قد لا يحتفظ بشيء في صدره. بل أنه شخص مميز تماماً، فهو الشخص الوحيد الذي اختارته شاحنه لكي تتعطل في صدره.. 
نشرت في مجلة غيمان العدد السادس