الثلاثاء، 19 يونيو 2012

بخصوص القاعدة، إنها كُلفة قاسية وضرورية


ماجد المذحجي
تخوض اليمن لاول مره معركة جادة مع الارهاب ولهذا يجب على اليمنيين الاستعداد لدفع كلفة ذلك. الامر باهظ نعم، ولكنها لحظة حقيقه حيث علينا مواجهة ماتحايلنا عليه مطولا واصبح مع مرور الوقت اكثر قسوة وتمكناً.
إن المضي بشكل جاد في هذا التصدي للقاعدة من قبل الدولة اليمنية يفرض عليها تحديات مختلفه ومهمه يقع على رأسها توحيد الموقف منها وحسمه مع مختلف الاطراف، وهذا يعني الالتفات بصرامة نحو من يقومون بالتظليل تجاه حقيقة ما يحدث وايقاف المحاولات المتكررة لمد انابيب الحياة لهذه المجموعات التي تعتاش على القتل ولديها منظومة ايديولوجية متماسكة تسوغ ذلك، وليست بصدد التخلي عنها، وبذلك فالحديث عن الحوار "القاعدة" يستهدف اضعاف الاصطفاف الوطني في مواجهتها وتوفير مظلة للاستمرار في إستباحة اليمنين وتمكينها من التقاط الانفاس في مواجهة اول قرار رسمي فعلي بالتعامل معها كمشكلة واولوية حقيقية.

يُعاني اليمنيين الان من تبعات كون بلادهم صارت ساحة المعركة الدولية للارهاب وعليهم الخلاص من ذلك، ليس عبر الانكار لما هي حقائق تتحدث بالدم والتكفير بل بإتخاذ قرار في الذهاب بالامر نحو الاقاصي والتوقف عن استثمار الامر كوسيلة لابتزاز العالم لتحصيل المساعدات ونيل التعاطف والمراوحة في نفس المكان بينما تقوم القاعدة بإنتزاع الشرعية من الدولة وبناء حاضن مجتمعي في المدن والبلدات على الاطراف حيث الناس منسيين من قبل المركز في صنعاء.
في مستوى اخر على الرئيس هادي البدء بالتعامل الجاد مع الاختلالات العميقة في بنية الاجهزة الاستخبارية والانحراف المعيب في وظائفها وهو امر ادى في اخر نتائج، وافدحها حتى الان، إلى اغتيال اللواء قطن في عدن. حيث افصحت واقعة الاغتيال الخطيرة عن عيوب خطيرة رافقت موضوع الحماية الامنية لقائد عسكري رفيع المستوى يتولى مسؤولية المعركة في مواجهة اخطر تنظيم ارهابي دولي بينما يتجول هو في سيارة غير مصفحة (هيلوكس!) ويسكن في منزل يقع في قلب منطقة (المنصورة) تُعاني من اختلالات امنية خطيرة! وهكذا فان الاجهزة الامنية، وعلى رأسها الاستخبارات الحربية والامن السياسي والامن القومي، تغفل تماماً عن وظائفها الطبيعية لتحديد المخاطر الامنية، ومصادر التهديدات المحتملة، والاماكن والجهات والشخصيات المرشحة للاستهداف، في ظل معركة عسكرية واسعة وجادة مع الارهاب. وهكذا تفشل هذه الاجهزة، في الحدود الدنيا لوظيفتها، بتحليل المخاطر والقيام بعملية تحذير بسيطة، ورفع درجة الجاهزية والاستنفار الامني، والدفع باتجاه توفير الحماية لمن هم بالضرورة قادة عسكريين اصبحوا يشكلوا خصوماً مباشرين لتنظيم القاعده وعلى راسهم الشهيد اللواء سالم علي القطن الذي ذهب ضحية الارهاب وفشل اجهزة امنية كانت وظيفتها الوحيده، ووسيلتها لإثبات الولاء ونيل الحظوة امام الرئيس السابق، هي مُطاردة النشطاء السياسين واقتحام مساكن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان.
نشرت في صحيفة الاولى اليومية وموقع المصدر اونلاين الاخباري

هناك 12 تعليقًا:

  1. من تمثل يا مذحجي في لجنة الحوار؟


    قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

    سيأتي على الناس سنوات خداعات

    يصدق فيها الكاذب

    ويكذب فيها الصادق

    ويؤتمن فيها الخائن

    ويخون فيها الأمين

    وينطق فيها الرويبضة

    قيل‌:‌ وما الرويبضة ‌؟‌

    قال‌:‌ الرجل التافه يتكلم في أمر العامة .‌

    رواه الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم وصححه الألباني (3650) في صحيح الجامع.

    ردحذف