الثلاثاء، 5 يوليو 2005

عن ليلة رقص وامرأة تركت العاشق خائباً


ماجد المذحجي
أزيحي فتنتك قليلاً عن الطريق فالعابرين يتعثرون بك، وداري عينيك قليلاً كي لا يُفلت ضوئهما في قلبي.. حاولي أن لا تنتبهي لارتباكي فثمة قلب صغير مازال يتعثر أمام امرأة مثلك تعودت أن تحفر عميقاً في ارتجاف الرجال.
أتعلمين.. لابد أنكِ غبية إذ لم تخبريني باكراًَ بأنك تمرين دوماً من هنا.. كنتُ أفرغت المكان من انتباهه.. وعلقت على أطرافه البهجة والعطر وشهوتي. سيكون هذا مدخلاً لكي أنفذ لكِ بأناقة.. وربما حينها ستدركين أن هناك فتى يخبئ في صدره غابة من الحكايات والارتباك. حاولي في المرة القادمة إذاً أن تخففي الوطء..
أن تتلفتي قليلاً باتجاهي..
أن تعلقي ابتسامة في مداخل قلبي..
أن تنقري شبابيكي برفق.
وحين تفعلين كل ذلك طيري حمامه كي ينتبه الضوء ويداري عينيه.. لأني سأقبلك حينها كما لم يفعل أي عاشق!!.
****
ألم أخبرك سابقاً بأنني حين راقصتك توجعت كثيراً؟؟!. لم أكن استطيع مجاراتك.. وقدميكِ كلما هزهما النغم يتركان حفراً في روحي.
كنتِ كعصفورة سكرانة.. كانت يداكِ تجرحان الهواء وهما يتطوحان.. وعرقكِ كان ينفلت بسلاسة بين فتحة النهدين مثيراً غيرتي وغيرة عقدك. كانت أساورك تلمع في عينيّ.. وصوتك يميل بي نحو الدوار.
****
أخر ما أتذكره أنني ألقيت بروحي على الكرسي.. كنتِ تديرين ظهرك مغادرةً المكان.. انسحب معك كل شيء: الهواء والضوء والرقص.
كل ذلك الضجيج لم يعد يُشعل شيئاً.. وشبابيك القاعة الواسعة لم تعتد تهتز للموسيقى. اكتشفت متأخراً في تلك الليلة أنكِ خبأت روحي في حقيبتك التي كنتِ تغلقينها بسرعة.. أن بهجتي التصقت بمنديلك.. وأن جنوني أصبح وحيداً للغاية.